ليس ثمة شيء أفضل من ارتشاف كوب ساخن من "الزهورات الشامية" التي تحرص على إعدادها ربات البيوت في ليالي الشتاء الباردة، خاصة في المناطق الشمالية الحدودية، حيث يعتبرها البعض وصفة طبيعية لاتحتاج إلى استشارة طبية، ولها العديد من الفوائد الجسدية والنفسية.

لذا تحرص العديد من ربات البيوت على ابتياع الزهورات من سوق البزورية في دمشق القديمة خلال الإجازة الصيفية، ويقمن بحفظها لفصل الشتاء، والزهورات عبارة عن مجموعة من الأعشاب البرية مثل البابونج، والورد، وإكليل الجبل، وزهرة البنفسج، والميرمية، والخزامى، والنعناع البري، واليانسون، وزهرة الجوري، وورق الزعتر، حيث يتم قطفها من الأودية والجبال والحقول مع إطلالة كل ربيع، فتحولت إلى سلعة تجارية تحرص الخليجيات على شرائها.

تقول أم بدر "الحفاظ على النشاط والحيوية يزداد صعوبة في فصل الشتاء، لذلك تحرص المرأة الشمالية على حماية عائلتها بعد الله من التراخي والخمول اللذين يصيبانها في فصل الشتاء، وذلك بإعداد المشروبات الساخنة التي تحتوي على الزهورات الشامية".

وعن الفائدة التي تحققها الزهورات بالنسبة للأمراض الشتوية تقول "من خلال التجربة التي لمستها، فإن تلك الأعشاب مهدئة للسعال ، وتساعد على الوقاية من الزكام، وتفيد في حالات الربو، وتمد الجسم بالطاقة والدفء".

أما أم فارس (ممرضة) فتقول "التداوي بالأعشاب موروث شعبي قديم، وفيما يتعلق بالزهورات الشامية، فالعديد منها يدخل في مكونات بعض الأدوية المهدئة للسعال والزكام والربو الشعبي".

وتقول أم عبد الله (سيدة في العقد الخامس) "اعتدت شراء الزهورات الشامية بكميات كبيرة، وغسلها، ومن ثم تجفيفها، ووضعها في حافظات خاصة، لإعدادها في فصل الشتاء لعائلتي والضيوف، فجلسات السمر في ليالي الشتاء الطويلة لاتطيب لنا إلا بإعداد إبريق الزهورات".

وتضيف "كثير من الجارات والأهل يقصدن منزلي خصيصا لتناول شاي الزهورات الشامية، لذلك أتزود منه بكميات كبيرة من سوق البزورية".

وتؤكد اختصاصية الاقتصاد المنزلي مسفرة الغامدي على أهمية المشروبات الساخنة التي تفيد في إمداد الجسم بالطاقة، وتقي من نزلات البرد، وتقول "على الرغم من التراجع الحقيقي للتداوي بالأعشاب في أواخر الستينات، إلا أن الزهورات الشامية مازالت تتسيد جلسات السمر في ليالي الشتاء، وكثير من السيدات يلجأن إليها للتداوي بها من نزلات البرد وأمراض الزكام، وعلاج الأمراض الصدرية الناجمة من البرد خاصة عند الأطفال الصغار".

ومن جانب آخر أكد منير الشامي (تاجر عطارة) أن الإقبال على شراء الزهورات الشامية كبير، خاصة من دول الخليج، ويضيف "تحرص السيدات الخليجيات على شراء كميات كبيرة من الزهورات الشامية خاصة النباتات العطرية المجففة، فهي نباتات منشطة، وتساعد على إمداد الجسم بالطاقة، وتساعد كذلك على تهدئة الاضطرابات الهضمية".