كشف الأديب والصحفي حسين علي حسين عن أنه كان يمشي أحيانا لمدة ساعتين من حي المرقب (مقر مجلة اليمامة القديم) إلى منزله، بسبب عدم امتلاكه أربعة قروش ثمنا لسيارة تقله إلى مسكنه بحي الخزان في الرياض، وكان يخجل أن يستلف من رئيس التحرير خمسة ريالات تعينه على الوصول وتناول العشاء! وسرد القاص الذي ينتمي إلى المرحلة الثانية من حقبة كتابة القصة القصيرة الحديثة في السعودية، التي تحددها زمنيا دراسات نقدية بأواخر الستينيات والسبعينيات الميلادية من القرن الماضي، رحلته مع الحرف في حوار مفتوح للحديث "عن تجربته في القصة والرواية والصحافة"، نظمته لجنة السرد والعروض المرئية في نادي الرياض الأدبي مساء أول من أمس، ذاكرا أن رحلة القراءة معه بدأت في عام 1960 عندما كان بالصف الثالث الابتدائي في المدينة المنورة، ثم تحدث حسين الذي تقاعد قبل سنوات من عمله الوظيفي بوزارة الثقافة والإعلام، عن إنتاجه الأدبي في القصة القصيرة والرواية والمقالة، مشيرا إلى ثمانية أعمال كانت نتاجه في كتابة القصة والرواية، منها مجموعة طابور المياه الحديدية، وكبير المقام، وصولا إلى روايته الصادرة أخيرا "حافة اليمامة"، موضحا أن هناك عددا من الكتب قيد النشر تضم مقالات وقصصا قصيرة وروايات. ثم قرأ بعض القصص القصيرة جدا ونموذجا من القصة القصيرة (المزيكة) من آخر مجموعاته القصصية.

وحظيت الأمسية التي وصفها رئيس النادي الدكتور عبدالله الحيدري بالاحتفالية، بحضور عدد من المبدعين والأكاديميين، ومنهم الناقد المصري الدكتور يوسف نوفل الذي نوّه بتجربة حسين علي حسين في مجال السرد، والروائي أحمد الدويحي الذي أفاض في الحديث عن عمق الصداقة التي تجمعه بالمحتفى به، بينما طالب الكاتب محمد السحيمي، حسين علي حسين بأن يوثق تاريخ المدينة في عمل روائي، فيما أشار الدكتور عبدالله الحيدري إلى أن الاحتفالية تأتي في سياق برنامج تتبناه لجنة السرد في النادي، وتتجه فيه إلى الرموز من كتّاب القصة والرواية، للحديث عن تجاربهم الطويلة في الكتابة، وتسعى من خلاله إلى تكريمهم والاحتفاء بهم. وتابع الحيدري: عندما تكون البداية مع حسين علي حسين (عضو مجلس إدارة النادي سابقا) فإنه يستحق التنويه، تقديرا لتجربته الأدبية الممتدة نحو نصف قرن. وكان مدير الحوار المسؤول المالي بأدبي الرياض هاني الحجي قد استهله بسرد طرف من السيرة الذاتية لحسين علي حسين، الذي تحدث عن عمله في الصحافة مراسلا ثم محررا في مجلة اليمامة بمكافأة بسيطة، وكان العمل مسائيا إذ كان طالبا آنذاك، وعمل مراسلا ومحررا ومشرفا على الصياغة والأخبار والتحقيقات الصحفية وأيضا يشرف على الطبعات المتأخرة، وعمل كاتبا يوميا في جريدة المدينة وجريدة اليوم والرياض والجزيرة، وأورد طرائف ومواقف على مدى نصف قرن قضاها بالصحافة وعوالم الكتابة.