أكد المصور الفوتوجرافي أحمد الدهلاوي، على أن الصورة تخفي تحت جمالياتها وتكوينها وزواياها خطابا إيديولوجيا وثقافيا وسياسيا، مشيرا إلى أنها تبدو بريئة لكنها خطيرة، وتكمن الخطورة إلى أنها تشعر المتلقي بأنها واقعية، فهي تأخذ من الواقع دلالات شتى.. جاء ذلك خلال المحاضرة التي أقامتها "لجنة السرد والعروض المرئية" بالنادي الأدبي في الرياض مساء أول من أمس بعنوان "بين الصورة والكلمة"، وأدراها الأستاذ عبدالرحمن بن سلطان السلطان رئيس لجنة السرد والعروض المرئية.

وقال الدهلاوي خلال المحاضرة: أصبحت الصورة هي اللغة السائدة، واحتلت مساحة واسعة في مختلف مجالات الحياة ، كما أن تقدم الاتصال وتطور القنوات جعلها – الصورة - تأتي إلى المتلقي حتى باتت تشكل أحد أهم المكونات الثقافية المعاصرة. كما فرّق المحاضر بين نوعين من الصور وهي الصور الجمالية، والصور النفعية مثل "الوثائقية، الإخبارية، الإعلانية.."، وأشار إلى أن الصورة تتحول إلى خطاب بصري بعدما تتجاوز الصورة مصدرها وهم المصورون الفوتوجرافيون، الذين يلتقطون الصور لمؤسساتهم الإعلامية أو لنشرها على مواقع خاصة بهم أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وأوضح بأن للصورة مستويين الأول إخباري وهو مستوى الاتصال بين المرسل والمتلقي، وتكون إجابة عن سؤال ماذا ترى في الصورة؟

أما المستوى الآخر فهو المستوى الثاني: المعنى الإيحائي في الصورة، وهو تفسير الصورة من وجهة نظر المتلقي ويؤثر الواقع الثقافي والمعرفة الاجتماعية في كيفية التفسير. وعدد الدهلاوي بعض العناصر التي تؤثر في إنتاج وتعميق المعاني الإيحائية في الصورة الفوتوجرافية، ومنها وضعية الصورة وزاوية الالتقاط ونقطة التركيز، وكذلك موضوع الصورة، إضافة إلى التأثيرات الخادعة ومثال ذلك التغيرات التي يقوم بها المصور على الصور من ناحية تغيير شدة الإضاءة أو الألوان أو دمج مجموعة من الصور، ومن العوامل جاذبية الموضوع للتصوير، وجمالياته مؤكدا على المصور المحترف يستطيع أن يوجه المتلقي نحو الهدف الذي يريد، وطرح المحاضر مجموعة من التساؤلات: هل ألغت الصورة الكلمة؟ وهل أصبحت الكلمة تعتمد على الصورة؟ وهل تؤثر الكلمة على مضمون الصورة؟ وغيرها من الاستفهامات الكثيرة؟ ولخص الإجابة على هذه من خلال أنواع الصور، حيث ذكر بأن الصور الفنية لا تحتاج إلى مرافقة الكلمة لها.