صعوبة تحقيق الأحلام.. لم تقف أمام عثمان طه الذي حقق حلمه ونال شرف كتابة الوحي طوال 40 عاما من عمره، حتى ارتبط اسمه بـ"المصحف" الأكثر توزيعا في العالم مصحف المدينة المنورة من مطبعة الملك فهد للمصحف الشريف.

كان الخطاط عثمان طه يحلم بكتابة القرآن الكريم.. فخط بيده 10 مصاحف بعدة روايات مختلفة، طبعت منها مئات الملايين وقرأها مئات الملايين في العالم.

خطاط المصحف الشريف عثمان طه من مواليد 1934 في قرية من ريف مدينة حلب السورية، وعاش في تلك القرية النائية عن الحضارة التي يعمل أهلها في الزراعة وتربية المواشي، وكان "عثمان" يسأل عن الخطوط التي يراها في كتب والده الشيخ عبده حسين طه، فكانت الإجابة تأتيه مطالبة إياه بالدراسة لأن الخط ليس بالشيء المهم مرفقة بتساؤل كبير صادم: "ماذا ستخط؟ ستخط مصحفا!"، فكانت بداية الحلم الكبير الذي كان بعيد المنال حتى في الخيال لصعوبته كما يقول عثمان عن بداياته.

حفظ عثمان في صغره على والده متون اللغة العربية والفقه، ثم أرسله والده إلى حلب للدراسة فدرس في مدرسة الخالدية الليلية وحصل على الابتدائية في سنة واحدة، ثم التحق بالكلية الشرعية "الخسراوية" ودرس فيها المتوسط والثانوي، وكان يبحث عن الخطاطين ويزورهم بعد خروجه من المدرسة رغم صغر سنه ويجلس يطالعهم وهم يكتبون لوحاتهم؛ إشباعا لهوايته وحبه للخط العربي.

حصل على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية بدمشق 1964، ودرس اللغة العربية والرسم، وفي 1973 حصل على إجازة في الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي حامد الآمدي المتوفى 1982.

تتلمذ عثمان على يد العديد من كبار الخطاطين منهم: خطاط بلاد الشام محمد الديراني، وعميد الخط العربي في العراق محمد هشام البغدادي، وأتقن الرسم ودرسه واهتم به ورسم العديد من اللوحات والصور، ثم ترك الرسم بعد طلب من والده، والتحول إلى الزخرفة الإسلامية.

تحقق الحلم وكتب الخطاط عثمان طه أول مصحف في حياته 1970 لوزارة الأوقاف السورية، ثم اختير في 1988 ليكون كاتبا للمصحف الشريف في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، فكتب مصحف المدينة المنورة ببراعة وجمال بديع، فعرف اسمه وذاع صيته حيثما حل المصحف، ولا تكاد توجد بقعة على هذه المعمورة لم يصلها مصحف المدينة المنورة، ولا يزال الخطاط عثمان يعمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف حتى اليوم.