حينما أعطيت الفرصة للشباب السعودي في مجال الفن والسينما وصناعة الكوميديا, لم يبدع فحسب, بل احتل الصدارة على المستوى الخليجي. والأمثلة تطول بذكر أسماء أصحابها مثل مجموعة "تلاشي" والمخرج الشاب منصور البدران وأخيه سلطان. لكن الكوميديا التي نحتاجها لنضحك قليلاً, رغم أن المحيط المحلي يجبرك على البكاء . ففي الوقت الذي لم تختفِ رائحة جثث الغرقى في كارثة "جدة", أصبح الحديث عن وفاة بعض المواطنين في الرياض مشروعاً. وبين الفترتين كان لجنوب المملكة نصيب من كارثة المطر, المطر الذي أصبح الجميع يخافه, بل قد يجبر الوضع المتدني لنشرات الأحوال الجوية وعدم الاهتمام بثقافة الطقس والتحذير منه ويضطر المواطنين لركوب الدراجات البحرية والقوارب تحسباً لأي كارثة.
 وبعيداً عن الكوارث والحزن والألم وأنفلونزا الخنازير والعقار, دعونا نضحك قليلاً لننسى. وحين يأتي الحديث عن الضحك ، تلفزيونياً ، تتجه الأنظار إلى "كوميدو" المسلسل الذي تعرضه قناة
MBC ويُشرف عليه الزميل العزيز ثامر الصيخان. هذا العمل ليس مجرد عمل تلفزيوني فقط, بل هو تصوير للواقع بسخرية, بدءاً من ضياع الهوية الإلكترونية لعناوين المنازل والمحال التجارية ، وليس انتهاء بـ"تفصيخ" العرب، وخصوصاً السعوديين ،في مطارات الولايات المتحدة الأمريكية أثناء مغادرتهم. هموم قَوْلَبها الصيخان مع مجموعة من المبدعين والمثقفين والممثلين ليخرجوا بمسلسل سعودي يناقش الواقع بسخرية ويجعلنا نضحك من الألم أحياناً.
 وإذا كان الفنان ياسر العظمة قد تسنّم هرم مسلسلات مناقشة الواقع الاجتماعي الساخرة من خلال "مرايا", فإن الصيخان ورفاقه ليسوا قادمين بقوة فحسب, بل وضعوا لهم بصمة حين مُنحوا الثقة وفكروا بروية كيف يصنعون من الهمّ "نكتة". أعتذر لطاقم العمل كاملاً لعدم ذكر الأسماء لضيق المساحة, لكن تُحسب لهم الاستعانة بالقاصين والروائيين أمثال المبدع أحمد البشري, والقادم لهم أفضل، أكثر. ولم يعد لنا وسيلة سوى الضحك, لعل الدنيا تضحك لنا, وتُحيي قلوبنا ونبتسم لأن جيل الشباب أصبح مهتماً فنياً وإعلامياً على جميع الأصعدة بقضايا الفساد والتسيب الإداري والواسطة, وأمور أخرى من كثرة أنها متداولة على الألسنة أصبحت مضحكة.