كل فترة وأخرى، أعرج للكتابة عن المقالات الصحفية التي قد يضيع فيها وقت القارئ سدى، والوقت لدينا مهم جدا، ويجب علينا عدم إضاعته في غير المفيد، وكما يقال «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك».

لذا أحببت في هذا المقال أن أكتب وجهة نظري، وأتطرق لهذا الموضوع من عدة أوجه:

أولا - الكاتب: صاحب القلم، وهو كالفارس الذي يخوض غمار المعركة، فإن كانت لديه مهارة فن القتال، فسيخرج منتصرا، وإن كان لديه العكس، فسوف يخسر النزال، ويخرج يجر أذيال الهزيمة وصاحب القلم.

يدخل غمار الكتابة بقلمه، وإن لم يكن لديه فن الكتابة، فلن يصل إلى ما يريد، ولن يوصل فكرته للمتلقي.

قرأنا الكثير من المقالات عبر الصحف الورقية والإلكترونية لكتّاب كثر، وبعضهم له باع طويل في الكتابة، ولكن البعض منها ممل وغير هادف، وقراءته مضيعة للوقت.

مهمة صاحب القلم إيصال الفكرة للمتلقي بأقصر الطرق، والإيجاز فيما يكتب، واختيار المواضيع الهادفة والمفيدة، والابتعاد عن الإسهال الفكري.

ثانيا - محتوى المقال: أرى أنه يجب أن يكتب الكاتب من منظور واقعي، وأن تكون لديه حقائق تستند إلى أدلة وبراهين، فليست الشهادات الأكاديمية هي ما يؤهل الكاتب، لكن ما يؤهله التجربة والعلم والثقافة والحصافة والجرأة والاستنباط، وتحليل الفكرة التي يريد إيصالها.

لا أريد التعميم، لكن معظم كتّابنا على النهج الذي ذكرته سابقا.

ثالثا - عدم التكرار: كثير من المقالات، بل معظمها، مكرر الأفكار، أو فارغ المضمون، أو بعيد كل البعد عن إبداء الرأي أو الإسهام في حل قضية ما أو إيصال فكرة معينة للمتلقي.

من خيارات بنيامين فرانكلين: إما أن تكتب شيئا يستحق القراءة، أو أن تفعل شيئا يستحق الكتابة!.