تعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بـ «حشد الدعم الدولي» لمساعدة غزة، في أعقاب الحرب المدمرة هناك مع إبقاء أي مساعدة بعيدًا عن أيدي حكام حماس المتشددين، حيث بدأ جولة إقليمية لتعزيز وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.

وقتلت الحرب التي استمرت 11 يومًا بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، أكثر من 250 شخصًا، معظمهم من الفلسطينيين، وتسببت في دمار واسع النطاق في المنطقة الساحلية الفقيرة. وقد دخلت الهدنة حيز التنفيذ يوم الجمعة سارية حتى الآن. ولكن يرى محللون أن الأحداث الأخيرة أعادت توحيد الهوية الفلسطينية المشتتة منذ سنوات.

و يقول المدير التنفيذي للهيئة الفلسطينية للدبلوماسية العامة سالم براهمة، لوكالة فرانس برس إن «رؤية كل المجتمعات الفلسطينية تنهض سويا أمر نادر للغاية» موضحا أن الهوية الفلسطينية كانت «مشتتة» لسنوات.

مواجهات عنيفة

وشهدت الفترة الأخيرة مواجهات عنيفة في القدس الشرقية المحتلة، وباحات المسجد الأقصى والضفة الغربية، اندلعت على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.

وفي العاشر من مايو الماضي، أطلقت حماس صواريخ في اتجاه القدس تضامنا مع الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة.

وترى الباحثة والناشطة الفلسطينية مريم البرغوثي، أنه كانت هناك نقطة تحول مع اندلاع أعمال العنف في هذه المدن التي تم تقديمها لسنوات كنموذج للتعايش.

وتتابع «رأينا أن العنف ليس مقتصرا على الضفة الغربية وقطاع غزة» موضحة أنه «موجود أيضا في تل ابيب واللد ويافا مع الذين يصرخون «الموت للعرب» ويهاجمون الفلسطينيين بالسلاح».

حصار غزة

ويخضع الفلسطينيون في الضفة الغربية للاحتلال الإسرائيلي، بينما قطاع غزة محاصر منذ حوالى 15 عاما، واحتلت إسرائيل القدس الشرقية وضمتها إليها من دون أن تعرف الأسرة الدولية بذلك.

ويؤكد براهمة أن هذا الوضع «يضمن عدم وجود مشاركة كاملة فلسطينية جغرافيا واجتماعيا وسياسيا».

وبالإضافة إلى ذلك، وبعد 15 عاما من دون إجراء أي انتخابات فلسطينية، برزت حالة من عدم التسييس خصوصا في الضفة الغربية المحتلة.

ويشرح براهمة أنه «تم إدخال سياسة ليبرالية شديدة العدوانية، وقامت بخلق طبقة وسطى فلسطينية وخلقت حياة طبيعية بعد سنوات من الانتفاضة».

فصل عنصري

ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة «بيتسيلم» الإسرائيلية، سياسة إسرائيل حيال العرب على أراضيها والفلسطينيين في الأراضي المحتلة بأنها «فصل عنصري».

ويرى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة تل أبيب أمل جمال، أن «أعمال العنف التي حدثت والوحشية الإسرائيلية ذكرت الجميع بهويته الفلسطينية».

وفي سياق متصل قال بلينكن: «ستعمل الولايات المتحدة على حشد الدعم الدولي مع شركائها» لضمان عدم استفادة حماس من مساعدات إعادة الإعمار.

ولكنه لن يلتقي مع حماس لأن الولايات المتحدة تعتبرها منظمة إرهابية.

انتهاكات الاحتلال:

قصف المناطق الآهلة بالسكان

قتل المحتجين والمدنيين سواء كانوا كبارا أو أطفالا

نهب الأراضي وتحويلها لمستوطنات يهودية

التعدي على حرمة المسجد الأقصى ومهاجمة المصلين

ممارسة أعمال عنف وعنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين