أكد رئيس رابطة الإنتاج العربي المسرحي المشترك، أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك فيصل في الأحساء، الدكتور سامي الجمعان، «الفائز بجائزة وزارة الثقافة للمسرح والفنون الأدائية»، فشل عروض المسرحيات (on line)، إذ تحول الحراك المسرحي في جائحة كورونا إلى «افتراضي»، من خلال التصوير والعرض للجماهير «عن بعد»، ولا داعي للاستمرار، موضحا أن أجمل ما يميز المسرح نبضه الحي، داعياً إلى تأجيل العروض المسرحية إلى ما بعد الانتهاء من الجائحة، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وهي قريبة، لافتا إلى أن دولاً عربية، استسهلت إنتاج أعمالاً ومهرجانات كثيرة جدا في فترة الجائحة.

شخصية أحسائية مشوهة

انتقد الجمعان، الذي كان يتحدث في القهوة الرمضانية السنوية، بتنظيم من غرفة الأحساء، وأدارها مدير الاتصال المؤسسي بالغرفة خالد القحطاني، بعض العروض المسرحية، التي شهدتها الأحساء أخيراً، واصفاً إياها بـ«التهريج»، ويمنع أفراد أسرته مشاهدتها، معبراً عن أسفه، أن تحظى تلك المسرحيات بدعم من أصحاب الأموال، مشدداً على أن يكون العرض المسرحي، يحمل بصمات توعوية وثقافية، مع مراعاة الضحك برقي.

ودعا إلى إطلاق مبادرة إلى إيقاف الأشخاص الذين يشوهون صورة الأحساء بالسخرية، وخلقوا شخصية نمطية أحسائية مشوهة ومغلوطة في وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني، موضحاً أن تطبيقي (Snapchat)، و(YouTube)،هما فخان كبيران، السقوط فيهما أبدياً وعدم الخروج منهما مرة أخرى، لافتاً إلى أن هؤلاء يسيئون لأنفسهم قبل أن يسيئوا للأحساء.

3 مهرجانات ثقافية وتاريخية

فيما أعلن رئيس الغرفة عبداللطيف العرفج، تبني الغرفة دراسة ملفات 3 مهرجانات ثقافية وتاريخية عن الأحساء، أصر الجمعان على إحياء النسخة الرابعة لمهرجان سوق هجر التاريخي، باعتباره أيقونة للأحساء، وأسهم في نقل هوية وثقافة وتاريخ الأحساء، لافتاً إلى أن من مسرحية «رسائل الشرقي»، من العروض المتميزة، التي تحكي في تاريخ الأحساء، وتحديداً في الشخص، الذي ظل يكتب رسائل الأحسائيين في فترة تاريخية مهمة من فترات الأحساء، وذلك إبان الدولة العثمانية، وكان يسكن في حي الكوت بوسط مدينة الهفوف التاريخية، بيد أنه لم ينل مشاهدة واسعة، لتوقفه بعد عرضين فقط لظروف اقتصادية، مشيراً إلى أن الأحسائيين، لا يجيدون فنون التسويق لأعمالهم الإبداعية.

ثمة تغييرات لمواكبة المرحلة

وتوقع الجمعان، أن تشهد جمعيات الثقافة والفنون، والأندية الأدبية في المملكة، ثمة تغييرات لمواكبة المرحلة المقبلة للإستراتيجيات الجديدة في وزارة الثقافة، وهي بالتأكيد للأفضل، موضحاً أن وزارة تشهد حالياً تغيرات جذرية بإستراتجيات جديدة، وتخصصات متعددة، بهيئات قائمة بذاتها، والثقافة في المملكة مقبلة وفق رؤية 2030، وجودة الحياة مع وزارة الثقافة على نقلة نوعية بعد جائحة كورونا ستحدثها الثقافة السعودية في المجتمع، مضيفاً أن المسرح له نظام جديد، وعلى علاقة بجهات أخرى، وتوجه الوزارة نحو الاستثمار أكثر من الصرف لخدمة المرحلة المقبلة، وعوناً في تقدم المملكة ثقافياً، مشيراً إلى أن المسرح يتطلب منظومة عمل متكاملة، وهي متوفرة حالياً في وزارة الثقافة، متمثلة في هيئة المسرح والفنون الأدائية.

الوصول إلى العالمية

وقال: إن الأعمال الإبداعية والأفلام السينمائية، الأكثر انتشاراً ومشاهدة، والوصول إلى العالمية، هي التي تمثل هوية البلد، إذ أن المشاهد يفضل التعرف على الآخرين من خلال تقديم هوايتهم، مؤكداً أن الخروج بالهوية المشرفة للبلد، وعدم الإساءة لها بتقديم رسائل سلبية عن البلد، مشيراً إلى أهمية الهوية، وإبراز جمالها وصناعة مفاهيم وصور فاخرة عن هوية البلد، مبيناً أن الأعمال الإبداعية التي تحمل هوية الأحساء في غالبها متميزة، باعتبارها تاريخا وثقافة وكنوزا وتراثا عمرانيا وعلما وتجارة، ونقطة جذب من كافة أقطار الأرض للتعلم والدراسة، حتى باتت موقعاً ثرياً للثقافة والوعي والأدب والإنتاج، والأبرز الإنسان والاستثمار في الإنسان.