تضطر الوفود السياحية الأجنبية أو المحلية إلى المشي 40 دقيقة للوصول إلى شعب عين النقحة الذي يتوسط محافظة يدمة ومركز حمى على امتداد الطريق المؤدي إلى شرق منطقة نجران في اتجاه وادي الدواسر، مرورا بالعديد من الأودية والجبال، حيث توجد كثير من النقوش واللوحات الفنية الصخرية العملاقة والكتابات الأثرية بالخط المسند والثمودي الضاربة في أعماق التاريخ، في ظل غياب أبسط الاحتياجات الخدمية، التي تجعل من الموقع الأثري كنزا مفقودا يصعب اكتشافه.

نقوش وكتابات

الزائر الذي استطاع الوصول إلى شعب العين أو عين النقحة، سيلاحظ الكم الكبير من الرسومات والنقوشات الأثرية والكتابات التي حفرت ونقشت بمهارة فائقة على أسطح الحجارة الكبيرة، وفي مواقع متفرقة، ومنها اللوحة الصخرية والفنية العملاقة التي تثير الدهشة فيما تحتويه من رسومات وكتابات ونقوش أثرية يعود تاريخها بحسب مختصي الآثار إلى 4 آلاف سنة، وبالتحديد إلى العهد البرونزي أو الحديدي وتضم امرأة راقصة وأخرى عازفة ورجلا محاربا، وكذلك العديد من الرموز والنقوش والكتابات والرسومات التي ترمز لبعض المعبودات النجمية والآلهة في ذلك الوقت، ويبلغ ارتفاع تلك اللوحة العملاقة ما يقارب 3 أمتار، وعرضها 4 أمتار وتشكل لوحة فنية تشكيلية غاية في الدقة والمهارة في النقش والرسم إضافة إلى كثير من النقوش والكتابات الأخرى في أماكن متفرقة.

آلاف السنين

يقول الباحث التاريخي محمد حريش آل مستنير: إن اللوحة الفنية الصخرية تعود إلى نحو 4 آلاف عام، وبالتحديد للعصر البرونزي أو العصر الحديدي، بحسب الدراسات التي أجريت عليها، فالرجل المحارب والهلال يعتبران من المعبودات النجمية كالشمس والقمر وكوكب الزهرة، كما يوجد رسم الوعل الذي يرمز إلى أحد الآلهة، ويدعى عثتر، وجميع الكتابات الصخرية سواء بالخط المسند والخط الثمودي عقبة الرسم، حيث جاءت في فترات لاحقة، لأن الرسم سبقها بمدة زمنية، وقد تم اكتشاف هذا المكان من قبل أحد المصورين والسياح الأجانب منذ 25 عاما تقريبا، وتمت دراستها من قبل هيئة السياحة والآثار بمحافظة يدمة، واختتم آل مستنير حديثه: يحتاج الموقع إلى دراسات علمية حديثة ومكثفة تسلط الضوء على تاريخه ومدلولات هذه النقوش والرسوم الصخرية المهمة، فضلا عن ضرورة استغلاله كمصدر جذب سياحي.