‏(في مرحلتها الأولى، المديرية العامة للدفاع المدني تجري اختبارات تجريبية على #المنصة_الوطنية_للإنذار_المبكر في حالات الطوارئ).

كان هذا نص تغريدة نشرت على الحساب الرسمي للدفاع المدني على «تويتر»، وأما عن التفاصيل فقد قال المتحدث الرسمي للدفاع المدني المقدم محمد الحمادي، إن هذه تجربة تجري بالتعاون مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، عبارة عن إشعارات طوارئ ذات نغمة خاصة تصل إلى الهواتف المحمولة المتصلة بالشبكة، وإنها ستتم في مدن ومحافظات مختارة على مستوى المملكة، تشمل شرق وغرب وشمال وجنوب المملكة، في أيام مختارة على مدى الأيام المقبلة، وإنه سيتم إرسال رسائل نصية للهواتف التي ستصل إليها الإنذارات، تنبه المستخدمين أنها تجربة افتراضية ولا داعي للذعر.

بالاطلاع على هذا الخبر، وطريقة إبرازه إعلاميا عن طريق الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالمديرية العامة للدفاع المدني، يظهر لنا باختصار الجهود التي يقوم بها هذا القطاع على كافة الأصعدة.

فبالرجوع مثلا لحرائق غابات تنومة وما لحقها من حرائق متتالية، وكيف تم الوصول سريعا إلى أن هذه الحرائق وحرائق الرياض بفعل فاعل، ثم بقاء رجال الدفاع المدني لعدة أيام متواصلة في مناطق الحريق تلك، والصور التي تم التقاطها هناك من بعض المصورين لأفراد وضباط الدفاع الذين قدموا تضحيات جعلتهم يخرجون لنا من بين ألسنة اللهب لا نستطيع معرفتهم، بسبب سواد الدخان والرماد الذي يغطي وجوههم، وما هي إلا ساعات وتظهر تضحيات بطولية في مكان آخر وهكذا، من الأخبار التي ولبطولتها تستحق أن نقلد كل فرد منهم قام بهذه التضحيات بوسام من ذهب، ولكن نظرا لكثرتها فقد أصبحت أخبارا روتينية واعتيادية بالنسبة لنا كمتلقين لهذه الأخبار.

أما اليوم، فهذا الخبر وإن بدا في ظاهره روتينيا لدى البعض، إلا أنه خبر يظهر كيف يواكب الدفاع المدني ثورة التقنية التي تعيشها مملكتنا لمواكبة طموحات 2030 في التحول الرقمي، فأن يتم هذا التنبيه بهذه الطريقة المبتكرة في تحذير يختص بالنطاق الجغرافي، ويوضح نوع الخطر القادم بدقة، وبسرعة تصل إلى شريحة لهذه النسبة من السكان في آن واحد، فهذا يعتبر ثورة تنم عن بداية مرحلة جديدة سيعيشها الدفاع المدني على كافة جوانبه، تجعل منه وجهة تأخذ التقدم والتطور على مستوى أساسي في تقديم الخدمات، حتى يصبح الذكاء الاصطناعي أحد جنود هذا القطاع، بل الجندي القادم، الذي يقدم عملا موحدا على مستوى عالي الانتشار، حتى يأتي يوم وتجد أن الدفاع المدني السعودي قد أصبح أكاديمية معرفية خليجية وعربية وإقليمية، تقدم للعالم طرقا تقنية مبتكرة في مواجهة الكوارث، وكأن أول قطرة في غيث هذه الطفرات هي (#المنصة_الوطنية_للإنذار_المبكر).