قبل سنوات حينما كنا ننقد ما يسمى «الخلافة» العثمانية المزعومة، ونصفها بالاحتلال؛ كانت الأصوات الضالة والمؤدلجة تخالفنا وتهاجمنا، ولكن اليوم صار الوعي منتشراً ببركة «حماقة» بعض أحفاد «العصملي» الذين دفعوا المخلصين من العلماء والمؤرخين لكشف تلك الحقبة المظلمة المعروفة بجرائمها الإنسانية بخازوقها وسفرات برلكها التي شملت الشام بلاد الأمويين العرب، وحتى المدينة النبوية المقدسة، ناهيك عن الإبادة الجماعية تجاه الأرمن.

وكل هذا ما كان سيظهر ويتم توعية الناس به لولا بركة جنون العظمة وروح إعادة تلك الإمبراطورية البائدة التي تمسحت بالإسلام لتبرر احتلالها للوطن العربي، وتشرعن مقاومتها للغة القرآن الكريم، وتستبيح حتى الحجر الأسود في الكعبة المشرفة، والحجرة النبوية الشريفة.

وهنا أحيي كل الأحرار الذين هبوا لبيان الحقائق التاريخية، وكشف جرائم «العصملي» في الوطن العربي عموماً وفي الحرمين الشريفين خصوصاً، ومن ذلك سفر برلك المدينة النبوية، ومجازر الخازوق المتأسلم تجاه عرب الجزيرة في الحجاز ونجد والجنوب واليمن، والمذابح البشعة وجرائم الحرب التي تلطخت يديه بها خلال القرون الماضية.

مما يوجب علينا إعادة تنقية التاريخ، وتنقيح المناهج الدراسية بتطهيرها مما تم دسه فيها، ووضع بدلاً عنها التاريخ الحقيقي لجرائمه وحربه حتى للغتنا العربية وأزيائنا التراثية، والفرض على الناس الطربوش الأعجمي الرامز لعدو العرب والعروبة.

ولن يقبل الحر العربي العودة للانخداع كحريم السلطان، والمهووسين بالخازوق، والمضللين للناس عن حقيقة «سفر برلك» و«حرملك».