يستمر النظام الإيراني في التضييق على نفسه وشعبه بتجاهل الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة والقوى الغربية، الأمر الذي انعكس على صادراته النفطية في يونيو الحالي إذ هبطت إلى 300 ألف برميل يوميا أو أقل، وهو الرقم الذي ما يزال مهددا بالانخفاض بعد العقوبات الأميركية التي تم فرضها على المرشد ووزير الخارجية وعدد من القادة في الحرس الثوري الإرهابي. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على إيران، في نوفمبر الماضي، بعد انسحابها من الاتفاق النووي عام 2015، بهدف خفض صادرات طهران إلى الصفر، كما أنهت واشنطن في شهر مايو العقوبات المفروضة على مستوردي النفط الإيراني. ويقول المراقبون، إن هذه الضغوط تأتي في وقت حرج قبل اجتماع دول "أوبك" لتقرير الحاجة إلى ضخ المزيد من النفط خلال الشهور المتبقية من العام الجاري.



التلاعب بأرقام التصدير

بحسب تقرير لشبكة CNBC الأميركية، فقدت إيران آلاف البراميل من الشحنات النفطية المصدرة منذ 2018، حيث تشير التقديرات إلى أن صادرات طهران النفطية وصلت إلى نصف مليون برميل يوميا في أبريل 2018، أي قبل شهر من انسحاب ترمب من الصفقة النووية، وبعدها أصبحت تقديرات الصادرات النفطية لإيران صعبة، لأنها لا تبلغ أوبك بإحصاءاتها. وينقل التقرير عن بيانات شركة Kpler ، وهي شركة تتعقب تدفقات النفط، أن إيران قامت بتحميل 645.000 برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات على ناقلات في النصف الأول من شهر يونيو ، منها 82% تطفو في مياه الخليج، أي أنه يوجد تلاعب وغطاء من جهات تلتف على العقوبات الأميركية.

قدرة خوض الحروب

ينقل التقرير عن أحد الخبراء الاقتصاديين العالميين التابعين لصحيفة "سكاوك بوكس ​​أوروبا" إنه يمكننا أن نقول بأمان إن إيرادات إيران من النفط قد انخفضت بنسبة الثلثين على الأقل، لذلك فهي في وضع اقتصادي خطير للغاية، وبالتالي فإنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بخوض حرب كذلك". وقدر التقرير بحسب الخبراء أن إيران كانت تصدر ما بين 10 إلى 15 مليون برميل أسبوعيًا من صادرات النفط الخام المنقولة بحراً في الربع الأول من العام، رغم أن واشنطن طبقت قيودا مالية على حوالي 1000 كيان إيراني، بما في ذلك البنوك والأفراد والسفن المرتبطة بقطاع الشحن والطاقة في البلاد. وتبقى مسألة تشديد العقوبات من جهة، وضرب الأنظمة الإلكترونية للحواسيب الإيرانية من جهة أخرى، استراتيجيتان لإضعاف النظام وإرغامه على التفاوض.